تحليل أكبر استبيانات الفيس بوك المتعلقة بالأزمة السورية

خلال ما يقارب من السنة على بداية الأزمة السورية، أطلق العديد من الاستبيانات على الفيس بوك التي حاولت سبر آراء السوريين و العرب من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي، الفيس بوك. و فيما تختلف أحجام العينات بين تلك الاستبيانات، فإن عدداً منها قد اجتذب مشاركات واسعة، بأعداد من المشاركين تفوق استبيانات الانترنت المعتادة، مما يعزز القيمة التمثيلية لفضاء العينة المشاركة، على الأقل ضمن منتسبي الفيس بوك. مما يجدر ذكره، أن الفيس بوك يمنع صاحب الحساب فيه من التصويت بأكثر من صوت (من أجهزة مختلفة على سبيل المثال)، بينما يسهل الاحتيال على معظم الاستبيانات الأخرى على الانترنت. و بالرغم من أن عدد من منتسبي الفيس بوك قد يملكون أكثر من حساب واحد، و قد يتمكنون بالتالي من الالتفاف على الاستبيان و الإدلاء بأكثر من صوت واحد، إلا أنه يمكننا الافتراض بأن هذا التحيّز ينسحب على طرفي الرأي بشكل متشابه، و بالتالي يمكن إهمال تأثيره على النتائج النهائية.

بالطبع، لم يكن مفاجئاً مشاركة عدد كبير من العرب غير السوريين في الاستبيانات الخاصة بالأزمة السورية، و باتجاه يدعم “الثورة السورية”، خاصة و أن السوريين أنفسهم كانوا قد شاركوا في دعم الثورات في تونس و في مصر من قبل. إلا أن استحالة الإلمام بنسبة غير السوريين المشاركين في الاستبيانات الخاصة بالأزمة السورية، تجعل من المستحيل فرز الأصوات الناتجة عن تصويت السوريين حصراً، عن أصوات غير السوريين  في تلك الاستبيانات. إضافة إلى ذلك، يجب التنويه إلى أن عينة السوريين المشاركين في استبيانات الفيس بوك، ليست عينة مثالية عن مجمل السوريين، إذ أنها تقتصر على السوريين الذين يملكون حسابات في الفيس بوك، و تستثني أولئك السوريين الذين لا يدخلون إلى الفيس بوك، أو السوريين الذين ليس لديهم مدخل إلى خدمة الإنترنت أساساً. و يجب بالتالي ألا تغيب هذه المقيّدات عن البال عند قراءة و محاولة تحليل نتائج هذه الاستبيانات.

لكن بالرغم من النواقص المذكورة، إلا أن الحجم الكبير للمشاركة، إضافة إلى اتساق النتائج مع بعضها البعض، تجعل من هذه الاستبيانات جديرة بالتحليل و البحث. فيما يلي نورد أكبر الاستبيانات المتعلقة بالأزمة السورية على الفيس بوك (15 ألف إلى 180 ألف مشاركة)، مع ذكر التحيّز المقرون بكلٍّ منها (الجهة التي أطلقت الاستبيان).

شعبية الرئيس بشار الأسد

س1 – سوريا بدها؟؟؟

النتائج:    حرية (42,103)؛ بشار الأسد (40,992)

الانحياز:  أُطلق الاستبيان من قبل مجموعة معارضة للنظام.

ينقسم الانحياز في هذا الاستبيان إلى قسمين: أولاً، أن السؤال “ملغوم” إذ أنه يقارن مبدأ قيمي (هو الحرية) مقابل شخص الرئيس (و الذي يفترض بأنه سلطوي). ثانياً، بالنسبة للكثيرين من مناصري الرئيس، فإن الخيارين ليسا متضادين، و لا يلغي أحدهما الآخر، و بالتالي فإجبار هؤلاء على اختيار واحد من الإثنين، يمنع من يرغب في الحرية، و يرغب في نفس الوقت بأن يرى الرئيس يقود البلاد نحو إصلاحات تصل بسوريا إلى الحرية، من التعبير عن اختياره و يجبره عنصر الانحياز في السؤال على اختيار إحدى الإجابتين. على الرغم من هذه الانحيازات، فإن النتيجة قريبة من التعادل.

س2 – هل ستنتخب بشار الأسد في حال تم إجراء انتخابات رئاسية مباشرة في سوريا؟

النتائج:      نعم (22,111) ؛ لا (13,102)

الانحياز: لم يرصد انحياز

س3 – هل ستصوت بنعم لبشار الأسد في الاستفتاء الرئاسي المقبل؟

النتائج:    نعم (27,642)؛ لا (8,947)

الانحياز: أُطلق الاستبيان في مجموعة تدعم النظام

س4 – إذا جرى الآن استفتاء شعبي بخصوص بشار الأسد … هل أنت مع ترشيحه لولاية دستورية جديدة؟

النتائج:    نعم (47,615) ؛ لا (42,448)

الانحياز: أُطلق الاستبيان في مجموعة تدعم المعارضة.

س5 – هل تقبل بغير السيد الرئيس بشار الأسد رئيساً لك؟

النتائج:    لا (22,227)؛ نعم (19,072)

الانحياز: أطلق الاستبيان في مجموعة مناصرة للنظام. يعطي السؤال الانطباع بأن التصويت يقوم على حق مطلق للرئيس الأسد برئاسة البلاد، و هو ما يمكن اعتباره انحيازاً معاكساً (منفّراً)

س6 – من هم الأكثرية على الفيس بوك؟

النتائج:    المؤيدون للنظام (40,652)؛ المعارضون للنظام (39,749)

الانحياز: أُطلق الاستبيان في مجموعة تدعم المعارضة.

س7 – هل بشار الأسد صالح للحكم؟

النتائج: لا (93,473)؛ نعم (87,915)

الانحياز: أُطلق الاستبيان في مجموعة تدعم المعارضة.

س8 – هل تؤيد بقاء الرئيس السوري بشار الأسد رئيساً لسوريا؟

النتائج:    نعم (40,549)؛ لا (33,659(

الانحياز: أُطلق الاستبيان في مجموعة تدعم المعارضة.

س9 – الرئيس يقول أنه يستمد شرعيته من الشعب الذي يدعمه – هل أنت  تدعمه ؟

النتائج:    نعم (22,957)؛ لا (22,523)

الانحياز: أُطلق الاستبيان في مجموعة تدعم الرئيس الأسد

س10 – لو جرت انتخابات، أنت ماذا تريد؟

النتائج:    بشار الأسد (14,513)؛ برهان غليون (1,903)؛ عدنان العرعور (289)

الانحياز: أُطلق الاستبيان في مجموعة تدعم الرئيس الأسد

شعبية المتظاهرين، شعبية حلفائهم، مطالبهم، استراتيجيتهم

س11 – هل أنت مع تغيير شكل و ألوان العلم السوري؟

النتائج:    لا (20,593)؛ نعم (578)

الانحياز: لم يرصد انحياز

س12 – هل تؤيد وقف الاحتجاجات في سوريا لإتاحة الفرصة لتنفيذ الإصلاحات الموعودة؟

النتائج:    نعم (50,303)؛ لا (42,667)

الانحياز: أُطلق الاستبيان في مجموعة تدعم المعارضة و تحتوي على عدد كبير من غير السوريين (الجزيرة).

س13 – هل أنت مع أو ضد قناة الجزيرة؟

النتائج:    ضد (37,179)؛ مع (21,562)

الانحياز: أُطلق الاستبيان في مجموعة يبدو أنها تدعم المعارضة و تحتوي على عدد كبير من غير السوريين.

س14 – هل تؤيد قراراً من الأمم المتحدة يدين سوريا؟

النتائج:    لا (30,589)؛ نعم (16،988)

الانحياز: أُطلق الاستبيان في مجموعة تدعم المعارضة و تحتوي على عدد كبير من غير السوريين (الجزيرة).

س15 – هل توافقون على تدخل عسكري تركي في سوريا؟

النتائج:    لا (15,339)؛ نعم (425)

الانحياز: أُطلق الاستبيان في مجموعة تدعم المعارضة.

س16 – هل تؤيد سياسة روسيا تجاه سوريا؟

النتائج:    نعم (31,028)؛ لا (28,819)

الانحياز: أطلق الاستبيان في مجموعة تحتوي على سوريين مناصرين للأسد، و تحتوي أيضاً على عرب غير سوريين، هم في الغالبية يدعمون المعارضة.

س17 – هل تؤيد العقوبات العربية بحق النظام السوري؟

النتائج:    لا (20,100)؛ نعم (11,105)

الانحياز: أُطلق الاستبيان في مجموعة تدعم المعارضة و تحتوي على عدد كبير من غير السوريين (الجزيرة)

س18 – من تعتقد المسؤول عن تدهور الوضع في سوريا؟

النتائج:    المعارضة (17,803)؛ النظام (15,798)

الانحياز:  أُطلق الاستبيان في مجموعة تدعم المعارضة و تحتوي على عدد كبير من غير السوريين (الجزيرة)

التحليل:

يمكن ملاحظة أن عدداً كبيراً من الأسئلة التي طرحت من قبل مجموعات مختلفة و ذات اتجاهات مختلفة، كانت تتعلق بشعبية الرئيس (الأسئلة 1، 2، 3، 4، 5، 7، 8، و 9). ضمن هذا النسق من الأسئلة المتشابهة، فإن بالإمكان الملاحظة أن النتائج المتحصلة كانت أيضاً متسقة إلى حدٍّ كبير (53% لصالح الرئيس في المعدل). إضافة إلى تلك الأسئلة المتشابهة بينيّاً، فإننا نجد أن أسئلة أخرى غير متعلقة بالرئيس مباشرة و لكن ذات مضمون مشابه إلى حدٍّ ما (الأسئلة 12 و 18)، قد حصلت أيضاً على نتائج متجانسة مع نتائج الأسئلة المباشرة. هذا الاتساق و التجانس في النتائج للأسئلة ذات النُسُق المتشابهة يعطينا درجة عالية من “وثوقية الاتساق البيني” للإحصاءات قيد الدراسة، و ذلك على الرغم من نواقص العملية الإحصائية المجراة على الفيس بوك كما سنفصّل أدناه. بمعنىً آخر، فإن نتائج مجموعة من الأسئلة التي تسبر معلومة معينة (مدى الدعم للرئيس)، تتسق مع نتائج مجموعة أخرى من الأسئلة التي تسبر مبادئ أو مجاهيل مشابهة. هذه الدرجة العالية نسبياً من الاتساق البيني المتحصل من مقارنة هذه النتائج، تزيد من قيمة هذه الإحصاءات كأداة للقياس.

بالطبع، مثلها مثل كل الاستبيانات التي تجري على الشبكة، فإن استبيانات الفيس بوك بشكل عام لا تتمتع سوى بقدر محدود من الصحة ومن الوثوقية. من العيوب التي تشوب هذه الاستبيانات أنها لا تستطلع آراء من لا يملك كومبيوتر، أو من لا يستطيع الوصول إلى الإنترنت أو من لا يملك حساباً على الفيس بوك، و بالتالي ففضاء العينة المستطلعة لا يمثل كل شرائح الشعب السوري.

كذلك، فإنه يمكننا الافتراض أن غالبية المشاركين في هذه الاستبيانات هم ممن حزموا أمرهم بشأن الأسئلة المطروحة أو بشأن الأزمة بشكل عام، بينما قد لا يشارك في الاستبيانات أصلاً أولئك الذين يقفون في الوسط أو هم حائرون بين الطرفين، و هؤلاء كذلك شريحة مهمة من المواطنين السوريين غير ممثلة في هذه الاستبيانات.

أيضاً، عندما يطرح سؤال عن شعبية طرح معين على صفحة تتميز باجتذابها لطرف منحاز لجهة دون أخرى، فإن النتائج غالباً ما تعكس ذلك الانحياز المسبق، خاصة في العينات الصغيرة. إلا أن الملاحظ أن الأسئلة التي أطلقت من قبل المجموعات التي تدعم المعارضة غالباً ما تجد طريقها لعموم السوريين، و عندما يحصل ذلك، فإن النتائج تراوح علامة 50%، مع كونها لصالح النظام في كل الحالات تقريباً، و إن بفوارق ضئيلة. بينما نجد أن الأسئلة التي تطلقها المجموعات المناصرة للنظام تصل إلى نتائج تبلغ حتى 75% لصالح النظام. فقط في الأسئلة المنحازة و المُقيِّدة (مثل الأسد أم الحرية) يحصل معسكر النظام على نتائج أقل من معسكر المعارضة، و لكن إذا ما وضعنا نوعية السؤال في الاعتبار، يمكن قراءة نتيجته بأن هناك فئة عنيدة في إصرارها على دعم الرئيس حتى و لو لم يقم بإصلاحات، و أنّ هذه الفئة لا تقل عن 40%. (انظر س1).

إضافة إلى أرقام التأييد الواضحة للرئيس، فإن المشاركات التي صوتت ضد قناة الجزيرة، ضد التدخل التركي العسكري، ضد المقاطعة العربية، ضد تغيير العلم، و ضد أي تصويت ضد سوريا في الأمم المتحدة، قد فعلت ذلك بنسب عالية جداً، تفوق حصص التصويت المقابل (المعادي للنظام) بوضوح. يجب أن تستدعي هذه النتائج انتباه صناع القرار في الولايات المتحدة و في “المجتمع الدولي” إلى أنهم في انحيازهم الواضح لهذه الخيارات، إنما يتبنون موقف نسبة من السوريين هي أقلية بكل وضوح، و أن تفهمهم أنهم بتدخلاتهم في الشأن السوري، إنما يعملون ضد رغبة الجزء الأكبر من الشعب السوري. أما الأسئلة التي سبرت مدى شعبية شعارات المتظاهرين و أساليبهم على الأرض، فقد اتجهت النتائج إلى الإشارة بأن تلك الأساليب لا تحظى بتأييد الشريحة الأكبر من السوريين.

و في الحقيقة فإن الدعم الداخلي السوري للرئيس الأسد قد يكون أكبر من الأرقام المتحصلة في هذه الاستبيانات، و ذلك لأن هناك دلائل قوية على مشاركة الكثير من العرب غير السوريين في استبيانات الفيس بوك، و هؤلاء يميلون بشكل واضح إلى معاداة النظام و بالتالي إلى دفع النتائج باتجاه المعارضة. على سبيل المثال، في العديد من استبيانات الجزيرة، سجل اهتمام كبير لدى العرب غير السوريين بالمشاركة بالرأي (و غالباً بالتصويت كذلك) فيها، و هناك الكثير من المؤئرات إلى أن معظم أولئك العرب كانوا يصوتون ضد الرئيس و مع الثوار. في مصر، صوت ستون ألف مشارك لجهة طرد السفير السوري من القاهرة، بينما صوت ثمانية آلاف ضد ذلك، و في تونس، قامت عدة مظاهرات كبيرة لدعم الثورة السورية. أما السعوديون، فحدث و لا حرج عن التحريض المستمر لهم من قبل رجال دين يخرجون على القنوات المختلفة ليرووا قصصاً دراماتيكية و مشحونة عن “جرائم النظام العلوي ضد المسلمين في سورياً”.

كمثال آخر على الاتجاه المذكور، قام برنامج حوار الدوحة (مؤسسة قطر) بطرح سؤال على الحضور (و كانوا عرباً في غالبيتهم) عما إذا كان يتوجب على الرئيس الأسد أن يستقيل، و حصلوا على نسبة على نسبة عالية جداً (91%) لصالح طرح استقالة الرئيس. في تصويتهم ذاك، لا بد أن المشاركين العرب كانوا يعتقدون بأنهم يصوتون مع رغبة الشعب السوري. قامت مؤسسة قطر نفسها بعد ذلك بإجراء نفس الاستبيان على الشبكة (عما إذا كان على الرئيس الأسد أن يستقيل). هنا أجاب 81% من المشاركين العرب بنعم، بينما صوت 55% من السوريين لصالح تمسكهم بالرئيس الأسد. و قد تم نشر و تداول هذا الاستبيان على نطاق واسع بالرغم من أنه كان منحازاً بشدة، و أن العينة التي شملها الاستبيان كانت صغيرة جداً (ألف مشارك، منهم 97 سورياً فقط).

في الأسئلة المتعلقة بالمحافظة على وحدة سوريا، و على الأمن الوطني، و على الرموز الأساسية للمواطن السوري، كانت النتائج عالية جداً لجهة المحافظة عليها و عدم التفريط بها، مما قد يشير إلى أن استبيانات الفيس بوك قد نجحت في اجتذاب عددٍ كبيرٍ من السوريين أيضاً.

من الواضح من الاستبيانات التي أوردناها في هذا المقال أنه من بين السوريين الذين يستخدمون الفيس بوك، و الذين هم أصحاب رأي في الأزمة الحالية، (بمعنى ضمن هذا الإطار للعينة الإحصائية) فإن الرئيس الأسد يتمتع بهامش مريح من الدعم. و مع أن الكثيرين من المشاركين قد أبدوا تأييداً للحرية و الديموقراطية بشكل عام، و مع أن كثيرين قد أبدوا معارضة لترشح جديد للرئيس عام 2014، إلا أن مواقف و مطالب عديدة لجهات بارزة في المعارضة لم تنل سوى تأييداً ضعيفاً. و حيث نجد أن الآراء تنقسم مناصفة تقريباً فيما يتعلق بالموقف الروسي من سوريا، نجد دعماً ضعيفاً للعقوبات العربية، و دعماً ضعيفاً كذلك لاستصدار قرار دولي ضد سوريا، و معارضة شبه كاملة لأي تدخل تركي.

و من المثير للاهتمام أنه حتى بوجود نسبة كبيرة من العرب غير السوريين في الاستبيان، فإن تغطية قناة الجزيرة المنحازة بالكامل ضد النظام، قد حصلت على نتائج تعبر عن رفض أكثر المشاركين لاتجاه القناة. و أما قادة المعارضة السورية، فقد حصلوا على نتائج جد ضعيفة من نسب التأييد، حيث حصل برهان غليون على نسبة من التأييد هي إحصائياً غير ذات قيمة. و يمكننا القول بأن فشل برهان غليون في الحصول على أكثر من 0,12% (حوالي واحد في الألف) يجب أن يكون مؤشراً هاماً للمجتمع الدولي على أن الدعم الذي يوفره لغليون هو بعيدٌ تماماً عن رغبات و أولويات السوريين.

كذلك، لم تنل تكتيكات المعارضة الكثير من الدعم، حيث دعمت غالبية من المشاركين خيار الحوار و إعطاء فرصة للإصلاحات، مقابل نسبة أقل دعمت استمرار التظاهر. و رأت نسبة مشابهة من المشاركين أن المعارضة هي من تتحمل مسؤولية إطالة أمد الأزمة. إضافةً إلى ذلك، فإذا لاحظنا النسبة العالية من المشاركات التي ترفض طروحات عديدة للمجلس الوطني، مثل العقوبات الاقتصادية و التدخل الأجنبي و التدويل و تغيير العلم، فسيمكننا الاستنتاج بوضوح أنه لا توجهات و لا أساليب “المجلس الوطني السوري” تمثل توجهات و أولويات النسبة العظمى من السوريين.

مع كل التحليل السابق، لا بد من الإضافة بأن كل الاستنتاجات المستنبطة من تحليل الاستبيانات المدرجة في هذه الدراسة لا يمكن اعتبارها حاسمة، و ذلك بسبب العدد الكبير من السوريين غير الممثلين في هذه الاستبيانات، مثل الشرائح الفقيرة أو غير المتعلمة، أو تلك غير المشتركة في الفيس بوك. أما بين السوريين الذين يمتلكون حسابات على الفيس بوك، و بالتحديد أولئك الذين قد كونوا آراءهم و ليسوا على الحياد، فإن الآراء تبدو منقسمة مناصفة بين مؤيدين للرئيس بشار الأسد بشكل كامل، و بين الراغبين بالديموقراطية فوراً. و لكن، و كما تبدي الإحصاءات، فإن حتى هؤلاء في الخانة الثانية، لا يبدون منبهرين كثيراً بقيادة المعارضة التي تقول أنها تتحدث باسمهم.

مقالة بقلم كميل أوتراقجي
النسخة العربية بقلم إبن رشد Averroes



Comments (7)


Averroes said:

الأخوة و الأخوات السوريين الذين يقرأون المقالة هنا. أولاً شكراً لكم على الاطلاع و نرحب بآرائكم و تعليقاتكم على هذه الصفحة.

January 27th, 2012, 9:43 pm

 

Abulkarim said:

الحقيقة لا يسعنا إلا شكركم والدعوة لكم بالتوفيق والنجاح لهذا المسعى النبيل ولهذ الجهد الرائع والتحليل العلمي المتقن .ز دمتم ودامت سورية شامخة

January 28th, 2012, 9:52 am

 

JimRaynor said:

هنالك عيب أساسي يجعل استنباط اي نتيجة من هذه الاسئلة امرا في غاية الصعوبة و يجعل دراستها بلا أي معنى و هو أن هذه الأسئلة تم طرحها خلال كامل فترة الأزمة و استمر التصويت عليها من تاريخ طرحها في أي نقطة في الأزمة الى اليوم و هذا هو العيب الأساسي منذ بداية الأزمة حتى الآن تغير الكثير. لن أتحدث عن الدلالات الاحصائية لمشاهداتي و ساكتفي بسردها – في بداية الأزمة و حتى قبل بدايتها لوحظ رفض لأي حراك في سوريا بين أوساط الشباب بما يشكل أغلبية عظمى (وفق ما شاهدت) يومها كانت شعبية الرئيس الأسد في قمتها مثال http://www.aksalser.com/index.php?page=view_articles&id=8b73c0867735587156a02a647f2f0424 – عبر أشهر الأزمة كان مؤيدو الأسد و ما زالو الى حد ما يتمتعون بحرية التعبير عن آرائهم و بأسمائهم الصريحة – أما المعارضون فكانو يلجئون لتغيير أسمائهم او استخدام حسابات بديلة او يمتنعون عن التصويت و ابداء رايهم – بعد تمدد الاحداث السورية الى اغلب المناطق و تشكيلها حواضن اجتماعية معارضة أصبح المعارضون أكثر جرأة في التصريح عن آرائهم السياسية على الفيسبوك – و بسبب تمدد الاحداث تغير رأي الكثيرين من مؤيد الى معارض او بالعكس و خرج بعضهم عن صمته و بعضهم عاد الى الصمت لذلك قد تجد معارضاً الآن صوت على خيار بقاء الأسد و اجراء اصلاحات – لعب الجيش الالكتروني السوري و ما يقابله في الطرف المعارض دوراً كبيراً في مثل هذه التصويتات – الفرز العميق نحو مؤيد و معارض يجعل الاجابة تخضع لمعيار واحد فقط. هل هذه الاجابة مع بشار الأسد أم هل هذه الاجابة مع الثورة. في النهاية ووفقاً للمعطيات السابقة و للمعطيات التي أوردتها في تحليلك أنا أرى أنه ليس من الممكن استنباط نتائج ذات معنى يمكن اسقاطها على الواقع السوري أو استقراء شعبية اي خيار من تصويتات الفيس بوك تحياتي

January 28th, 2012, 2:43 pm

 

Averroes said:

الأخ عبد الكريم، شكراً على كلماتك الجميلة.

January 28th, 2012, 9:25 pm

 

Averroes said:

الأخ جيم راينور. نحن أمام عملية معقدة و ديناميكية و ليس ثابتة و بكل تأكيد، و نعم، كل يوم يمر تحدث فيه تغييرات مهمة، و لعل من أهم التغييرات أن الكثيرين من مؤيدي النظام صاروا هم من يخاف من البوح من اسمه بسبب التهديدات التي وصلت إلى حد القتل في العديد من الحالات. و لكن لست معك بأن سيرورة الأزمة تجعل هذه الدراسة “بلا أي معنى”. هذا لا يمكن أن يكون صحيحاً. هناك فائدة ترجى من هذه الدراسة و هي محاولة إيصال فكرة أساسية إلى جميع الأطراف أنه لا يوجد أبيض ناصع و أسود حالك هنا. لا يوجد شعب ضد نظام، بل أن “الشعب السوري” نفسه منقسم و بشكل حاد. و لا يملك أحد، لا النظام، و لا المعارضة، موافقة الشعب السوري الكاملة كما يدعي يعض المغالين في دعم أحد الطرفين.

January 28th, 2012, 9:33 pm

 

alex77 said:

You forgot to mention that the pro regime supporters have way more access to FB and the internet in general….Vs the opposition who even if they had the internet access, they can not express freely their opinion fearing arrests or revenge……

April 5th, 2012, 4:46 am

 

CamilleAlexandreOtrakji said:

 @alex77 Partially true, and I did not fail to account for that. Online polls are not scientific but when sample sizes are this large, and when results are fairly consistent across 18 polls conducted often by opposition Facebook pages, they are worth taking more seriously.Keep in mind- Pro regime Syrians are MORE scared to express their opinions online as they are constantly threatened by opposition supporters telling them that they will remember their names when the revolution succeeds in toppling Assad.  Fear biases go both ways. Look at the “shame lists” where anyone supporting the regime is considered a “Shabee7” and his name is added to those lists where it says “the people will punish him when the time comes”.- The number of subscribers of “the Syrian revolution 2011 against Bashar Al Assad” is over 400,000 … the number of subscribers of the largest regime page (Bashar Al Assad’s) is less than 300,000 … the Syrian Electronic Army’s page is shut down by Facebook every few days and its subscribers never reach 15,000 anymore. So the bias here is IN FAVOR of Assad’s opponents as their presence online is much more than the pro regime camp’s. Needless to say many of them are non Syrians (Saudis and GCC, plus Egyptians, Libyans and Tunisians). They vote overwhelmingly with the revolution on these polls.- As I followed the votes … most votes were from outside Syria … so the regime’s fear factor is even less relevant. Besides, many have names like your “alex77” that allow them to express their opinions and votes safely.Thank you for reading the article.  

April 5th, 2012, 5:09 am

 

Post a comment