السفير: شبان يطلقون

Dec 24th, 2012

أطلقت مجموعة من الشباب السوريين من داخل وخارج سوريا مبادرة تهدف إلى خلق منبر لتبادل ومناقشة آراء «الغالبية الصامتة» في البلاد، تحت عنوان «مشروع الحوار السوري».
وقالت المجموعة في بيانها إنه «بعد عامين على بدء الأزمة السورية، اتضح خلالها أن المتشددين من الجانبين اختطفوا زمام المبادرة برفضهم للحوار وإصرار كل منهم على الانفراد بتقرير اتجاه وسرعة التغيير المنشود، في مفصل تاريخي يتقرر فيه مصير سوريا».
ومعظم الناشطين المشاركين في المشروع، يعملون ويتحدثون نيابةً عن طرفين متناقضين، لمحاولة إيجاد منصة للحوار، تساعد على المشاركة في تشخيص الأزمة السورية وتقديم مقترحات توافقية لحلها. وعمل الفرقاء إلى إبراز مخاوف وآمال السوريين، وتقديم مقترحات لحوار هدفه التوصل إلى حل يضمن السلم الاجتماعي ويوفر فرصا لمستقبل سياسي أفضل.
وتمّ تقسيم المشروع ليبدأ بالمرحلة المنهجية الأولى التي تحاول الإجابة على سؤال: «ما الذي يحاول السوريون تحقيقه في هذه اللحظة من التحولات؟ وما الذي يريدون الحفاظ عليه؟».
وأشار المشاركون إلى أن طرفي النزاع، بالإضافة إلى كل اللاعبين الخارجيين المتورطين في الأزمة السورية، حاولوا تعزيز تفسيراتهم المنحازة بشدة ليتحدثوا عن «ماذا يريد الشعب السوري»، معتبرين أن الجميع قدموا افتراضاتهم واقتراحاتهم وكأنها مطالب للشعب السوري. 
لذا، تم تشكيل ثلاث مجموعات للعمل على إيجاد الأجوبة والحلول، والبحث عن ثغرة يمكن من خلالها طرح جميع وجهات النظر على الطاولة لتتقارب.
المجموعة الأولى، تضم 10 مشتركين، يصفون أنفسهم من دعاة التطوير والإصلاح. وهم من الممكن أن يكونوا من داعمي أو غير داعمين للنظام، لكنهم يتمتعون بمرونة كافية ومنفتحون على المعارضة التي لا تدعم تهديد سلامة وأمن سوريا وسياستها الخارجية وطبيعتها العلمانية. وتضم هذه المجموعة كتّاباً بارزين وفنانين وناشطين.
والمجموعة الثانية تحتوي أيضاً على 10 من الناشطين في المعارضة، وهم معرّفون على أساس معارضة «وطنية علمانية». وهؤلاء يعارضون التدخل الخارجي في سوريا أو أن تُحكم من قبل جماعات دينية متشددة.
أما المجموعة الثالثة، فتضم 20 مشاركاً بنظرة وسطية وبخبرة واسعة في مجال الحوار والتنمية، ومجالات أخرى تساعد في الإشراف على العمل بين المجموعتين الأولى والثانية.
وأشارت النتائج الأولية لعملية الحوار أن الكثير من الآراء غابت وسط ضجيج الإعلام، وأن اتجاه شرائح واسعة من السوريين بقيت من دون أن تجد تعبيراً باتجاه الواقع، فالغضب من الاستبداد والتطلع نحو حياة سياسية أكثر حيوية وتنوعاً، لم يكن يعني بالنسبة لهذه الشرائح حالة القطيعة بين طرفين يقتسمان اليوم الساحة السياسية.
كما ظهر خلال الحوار أن الهاجس الأول للسوريين، وليس الوحيد، بعد حوالي العامين هو «النجاة» نتيجة العنف وغياب الأمان وانهيار الحالة المعيشية، ورفض الحل العسكري من الطرفين المشاركين في المشروع تداخل مع الخوف من التغيير بقوة السلاح الذي سيقود في النهاية إلى إنهاء الحياة السياسية بالكامل.
هذا المشروع يبقى مفتوحا للمشاركة من قبل جميع الأطراف، لأن الطموح الذي يرسمه هو في خلق توافقات على مستوى الرأي العام من أجل إطلاق حوار مسؤول وهادف يرقى بالعملين السياسي والاجتماعي، ويساعد على خلق البيئة السياسية في سوريا.


(«السفير»)