عن المشروع


مقدمة

مشروع الحوار السوري مبادرة أطلقها مجموعة سوريين من داخل وخارج الوطن يهدف خلق منبر لتبادل ومناقشة آراء “الأغلبية الصامتة” في سوريا.

معظم النشطاء السوريين يعملون ويتحدثون نيابة عن طرفين متناقضين مدفوعين بحالة عاطفية تتداخل فيها عوامل الخوف أو النزعات العدوانية، وهذه العوامل تحدد خيارات الأشخاص أو المجموعات لهذين الطرفين. من ناحية أخرى، يوجد في وسط هذين الطرفين شريحة واسعة، ربما تشكل الجزء الأكبر من الشعب السوري، أكثر مرونة وحكمة وواقعية وبراغماتية. من هنا تظهر أهمية منح هذه المجموعة منصة حوار تساعدها على المشاركة في تشخيص الأزمة وتقديم مقترحات توافقية لحلها.

المرحلة الأولى/ المنهجية

 المرحلة الأولى من المشروع تحاول الإجابة عن سؤال محدد:

“ماذا يحاول السوريون تحقيقه في هذه اللحظة من التحولات؟ وما الذي يريدون الحفاظ عليه؟”

 إن طرفي النزاع إضافة لكل اللاعبين الخارجيين المتورطين في الأزمة السورية حاولوا تعزيز تفسيراتهم المنحازة بشدة ليتحدثوا عن “ماذا يريد الشعب السوري”. وقدم الجميع افتراضاتهم واقتراحاتهم وكأنها مطالب للشعب السوري. بالنسبة لأنصار النظام فإن السوريين يرغبون بالاستمرار في مقاومة الهيمنة الإسرائيلية ودعم الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة اللبنانية من أجل هزيمة المؤامرة الخارجية ضد سورية. بالنسبة لجانب المعارضة فإن الشعب السوري لا يحتاج أكثر من الإطاحة بالدكتاتور. أما لمن يدعم المعارضة من الغرب فإن السوريون يريدون إسقاط النظام واستبداله بأخر أكثر تقاربا مع الغرب ومعاد لإيران وحزب الله. بالنسبة لبعض المتدينين الأصوليين فإن السوريون يريدون رئيسا ورعا والعودة إلى القيم الإسلامية الخالصة.

 وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي هي الطريقة المثلى لفهم ماذا يدور في عقل الشعب السوري، فإن الحلول المطروحة حاليا في سورية تجعل من المستحيل المتابعة في خيار استطلاع الرأي.

ولكي نصبح أقرب من فهم ماذا يريد السوريين، وتحديد ماذا تريد الأغلبية الصامتة من الشعب السورية، تم تشكيل ثلاث مجموعات.

المجموعة الأولى تضم عشرة مشتركين يصفون أنفسهم من دعاة التطوير والإصلاح. وهم من الممكن أن يكونوا من داعمي أو غير داعمين للنظام، لكنهم يتمتعون بمرونة كافية ومنفتحون على المعارضة التي لا تدعم تهديد سلامة سورية وسياستها الخارجية وطبيعتها العلمانية. وتضم هذه المجموعة كتاب بارزين وفنانين ونشطاء.

المجموعة الثانية تحوي أيضا عشرة من النشطاء في المعارضة، وهم معرفون على أساس معارضة “وطنية” علمانية. وهؤلاء يعارضون التدخل الخارجي في سورية أو أن تُحكم من جماعات دينية متشددة.

المجموعة الثالثة تضم عشرون مشاركا بنظرة وسطية وبخبرة واسعة في مجال الحوار، والتنمية ومجالات أخرى تساعد في الإشراف على العمل بين المجموعتين الأولى والثانية.

إن المخطط التالي يوضح التناسب بين المجموعات الثلاث والشرائح الثلاث الموجودة في مركز السياسة السورية اليوم:

– الشريحة B (دعم عقلاني للمعارضة).

– الشريحة C: (المركز أو المترددين).

– الشريحة D: (دعم عقلاني للنظام)

arabic dialogue bell curve807

المخطط يقترح أيضا أن الموجودين في المركز خلال مراحل الازمة  كانت أصواتهم أقل ظهورا من الطرفين المتشددين.

عدد مختلف من المجموعة الأولى (الإصلاح) والمجموعة الثانية (التغيير)  اقترحوا إجابة أو أكثر على الأسئلة المطروحة. وكنا طلبنا أن يكون كل جواب مرتبط بعنوان واحد لا أكثر. والعناوين يمكن أن تكون “محاربة الفساد”، “استقرار البلاد”، “الإصلاحات السياسية العميقة” وغيرها….

بعد إنهاء المرحلة الأولى قام أعضاء في مجموعة المركز (المجموعة الثالثة) بالتصويت على 74 إجابة أو موضوع قدمها الأعضاء في المجموعتين الأولى والثانية، وتم التصويت على كل موضوع بثلاث طرق:

قام أعضاء فريق الوسط بالتصويت على كل من الأجوبة أو المواضيع التي بلغ عددها 74، والتي قدمها أعضاء الفريقين الآخرين (التغيير التدريجي والتغيير السريع).

تم التصويت على كل موضوع ثلاث مرات، كل مرة وفقاً لواحد من المعايير الموضحة أدناه:

الأهمية: ماهي أهمية هذا الموضوع بالنسبة لسوريا والشعب السوري.

الأولوية: ما مدى أهمية السرعة في معالجة هذا الموضوع.

إمكانية التنفيذ: ما مدى قابلية التنفيذ للحلول التي يمكن أن تؤدي إلى معالجة هذا الموضوع.

كانت الغاية من تقييم المواضيع وفقا لهذه المعايير الثلاثة هي أن نحاول بناء لائحة من المواضيع التي نعتقد أن الوسط المعتدل السوري يرغب أن يقوم صناع القرار بمعالجتها، وليس مجرد لائحة من الأماني والمشاريع النظرية التي يحتمل ألا تتمتع بالأولوية أو قابلية التنفيذ أو فرص النجاح. لذلك استخدمنا الأولوية وقابلية التنفيذ كمعيار يتم تقييمهما من خلال معدل التصويت من قبل أعضاء المجموعة الثالثة (الوسط).

ولفرز الإجابات ال74 قمنا باستخدام هذه الصيغة:

النتيجة النهائية = (درجة الأهمية + درجة الأولوية) × إمكانية التنفيذ.

استندنا في المنهجية الموضحة أعلاه إلى حد ما إلى نظريات اتخاذ القرارات التي جاءت بها أبحاث علم النفس التطبيقي، ومنها تلك التي اقترحها العالم الفائز بجائزة نوبل هربرت سايمون

ستجدون فيما يلي لائحة بالأجوبة الـ 74 التي قدمها أعضاء المجموعتين الأولى والثانية، وقد قمنا بترتيب هذه الإجابات وفقاً لاعتبارات الأهمية والأولوية، بالإضافة إلى فرص النجاح إن تمت معالجة الموضوع (قابلية التنفيذ).

الرجاء الأخذ بعين الاعتبار أنه تم اعتماد الاحتمالات التضاعفية في هذه الصيغة.

تم فرز الإجابات الـ 74 التي اقترحها أعضاء المجموعتين 1 و 2 وفق ترتيب يبدأ بالأكثر أهمية وإلحاحا وقابلية المعالجة هبوطا باتجاه الأقل فالأقل. يمكن الاطلاع على هذه القائمة داخل الموقع، ويستطيع الزائر إعادة ترتيب الإجابات عن طريق الاختيار من القائمة المنسدلة، فيعيد ترتيبها وفق قابلية المعالجة مثلا أو الأهمية أو الأولوية.

أخيرا فإن المجموعة التي في المركز (الثالثة) قامت بتتخفيض الاجابات الـ 74 المقدمة من المجموعتين الأولى والثاني إلى قائمة تضم 20 موضوعا، وحاولت هذه القائمة الحفاظ على الترتيب العام للإجابات لكنها صنفتها بمجموعات تضم الأجوبة المتشابهة، وقامت بتجميع الأفكار التي قدمها الطرفين بشكل متوازن سواء من خلال اللغة أو المحتوى دون الإساءة أو إهمال الرؤى التي قدمها الطرفين.

إن هذه القائمة جاءت، وفق اعتقادنا، متوافقة مع تطلعات ومخاوف غالبية السوريين الموجودين داخل المركز الواسع بين طرفي النزاع، وهي تأخذ بالاعتبار الأولوية وقابلية التطبيق لمواجهة كل قضية من القضايا المذكورة.