دراسة مازن مغربية

منذ الاستقلال وقبله والجيش السوري يتلقى الدعم والحب من قبل غالبية الشعب السوري بسبب انتشار الشعور القومي في سورية، ورغم أن الجيش قام بعدة انقلابات بعد الاستقلال ودخل في الحياة السياسية إلا أنه حافظ على عقيدته القتالية وهي حماية الحدود ومحاربة الكيان الصهيوني.

ومن أهم النكسات التي أصابت الجيش هي جعله جيش عقائدي وربطه بشكل قوي بالسلطة الحاكمة وقد ازداد ذلك بعد الحركة التصحيحية فأصبح بعض كبار ضباطه ذراع أساسية في حكم سورية، فقد ابتلع النظام مؤسسة الجيش وجعلها تابعة له كما فعل بكل مؤسسات الدولة، وقد أخطأ النظام برأيي حين زج الجيش في بداية الحراك حين كان في أغلبه سلمياً، ومع اشتداد الأزمة أصبح للجيش أكثر من دور وأنا دائماً أقول أني مع حصرية السلاح بيد الجيش رغم كل أخطائه وهنا أعني عدم تحييد المدنيين عن الصراع وذلك ليس مسؤولية الجيش فقط بل بسبب المسلحين الذين يستخدمون المدنيين كدروع بشرية، أما الأدوار التي أعنيها فهو تارة يبدو وكأنه يدافع عن النظام الحاكم وفي نواحي كثيرة أخرى يكون حامي للسلم الأهلي ويقاتل الجهاديين والإرهابيين والتكفيريين وهذا الدور لا يمكن إلغاؤه أو نقده بل يجب دعمه خاصة وأنه سيظل في حرب طويلة مع الإرهاب حتى بعد حل الأزمة في سورية وتحييده عن السياسية.

وبعد حل الأزمة يجب أن يحيد الجيش عن السياسة وينحصر دوره في حماية السلم الأهلي والحفاظ على وحدة سورية والدفاع عن الحدود وتحرير الأراضي المحتلة كافة، ويجب أن تظل عقيدته هي العداء للكيان الصهيوني الغاصب ومحاربة كل معتدي أو طامع لسورية.

وإن تحييد الجيش عن السياسة لن ينقص من مكانته بل على العكس فتدخله بالسياسة أضعفه وأكبر دليل على ذلك هو تسريح كبار ضباطه بسبب الانقلابات التي توالت على سورية وخاصة بعد انقلاب 8 آذار، وخسر بذلك خبرات بعض كبار ضباطه.

وبعد انتهاء الأزمة يجب التركيز على نزع السلاح من كافة الأطراف كالفصائل الكردية أو اللجان الشعبية أو ما يسمى بجيش الدفاع الوطني أو المسلحين الذين حملوا السلاح بسبب عنف النظام وإن لم يحصل ذلك فستظل سورية جالسة على برميل بارود كالحاصل في لبنان الآن، ويجب ضم العناصر الجيدة والمنتقاة من الفئات التي ذكرت إلى الجيش أو تأطيرها في جيش شعبي يقاتل إلى جانب الجيش العربي السوري في حربه التي قد تطول ضد الإرهاب والتكفيريين والجهاديين، ويجب أن يبدأ ذلك عند تشكيل حكومة وحدة وطنية تنتج عن حوار وطني شامل يتفق على صلاحياتها وصلاحيات الرئيس خلال الحوار وتقود المرحلة الانتقالية وهذا سيساعد على وقف العنف بشكل أسرع ووقف الصراع المسلح وطرد كل المسلحين الغرباء من سورية.

وأعتقد أن مصادر السلاح يجب أن تكون من روسيا والصين والدول الغير غربية والغير استعمارية وطبعاً أمريكا والغرب لن يسلحوا الجيش السوري ليقاتل الكيان الصهيوني الصديق لهم والابن المدلل لأمريكا.


ما رأيك بهذه الدراسة ؟ و هل قدمت حلا عمليا للقضية المطروحة ؟ وما مدى قابليتها للتطبيق في المدى القريب ؟