الجيش.. السياق التاريخي والمستقبلي

بغض النظر عن الحملات الإعلامية التي تناولت الجيش من طرفي الصراع، لكنه وبعد قرابة ثلاث أعوام على الوضع السوري يتخذ موقعا ربما يكون مختلفا عما عرفناه منذ الاستقلال، وإذا كانت أي عملية سياسية تحتاج بالفعل لعدم تدخل “العسكر” من أجل ضمان حالة ديمقراطية، لكن المسألة بالنسبة لسورية تحتاج للنظر باتجاه أربعة أمور أساسية:

  • الموقع التاريخي للجيش منذ الاستقلال فهو صاحب التحولات السياسية الأكبر بتاريخ سورية.
  • اتخاذ الجيش لسمة سياسية واحدة لأكثر من أربعة عقود؛ الأمر الذي رسم تكوينه وفق عصبية محددة ساعدته خلال الأزمة الحالية على التماسك والظهور كمؤسسة قادرة على البقاء رغم كافة ما أصابه من أزمات (انشقاقات، عمليات عسكرية، تدمير لبعض بناه).
  • شكل أفراد الجيش على امتداد الأحداث “تراثا” خاصا بهم، واكتسبوا على الأقل بالنسبة لشريحة محددة رمزية انعكست على عناصره وقادته، وهذا الأمر سيؤثر بشكل أو بآخر على أي دور مستقبلي له يعيدا أو قريبا عن السياسية.
  • الوصول إلى اتفاقات في جنيف لا يعني انتهاء الدور الحالي للوحدات العسكرية، فهناك فصائل مصنفة كـ”إرهابية” تحتاج إلى زمن حتى يمكن تفكيكها بالتزامن مع حركة العملة السياسية.

إن الصورة الأمثل للمؤسسة العسكرية تبقى في وجودها بعيدا عن العملية السياسية، وفي موقعها كضامن لها ولسيادة ووحدة البلاد، ولكن في المقابل فإن النظر إلى الواقع السورية تقدم لنا مجموعة أسئلة أساسية:

  1. كيف يمكن تصحيح العلاقة بين الجيش والسياسة دون أن يؤثر هذا الأمر على الدور الوطني للجيش؟
  2. كيف يمكن رسم دور الجيش ضمن النظام السياسي القادم وفي ظل عدم انهاء للصراعات القائمة وعلى الأخص الموضوع الفلسطيني واستعادة الجولان وباقي المناطق المحتلة؟
  3. ما هي العقيدة الجديدة للجيش التي ترسم أدواره بعد أن تم الفصل بينه وبين عقيدة حزب البعث؟
  4. هل بالفعل يحتل الجيش موقعا سياسيا حتميا في تاريخ سورية الحديث؟ أم يمكن وضع سياق مختلف له يضمن له رمزيته وفي نفس الوقت عدم تأثيره على العملية السياسية مثل الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية بحيث يحافظ على النسيج السوري واستقلال الوطن وسيادته ودستوره؟
  5. ما هو مصير االجان الشعبية وجيش الدفاع الوطني والجيش الحر والجبهة الاسلامية وباقي الفصائل المسلحة مثل الفصائل الكردية التي ظهرت خلال الازمة؟
  6. كيف يمكن صياغة دور مرحلي للجيش في ظل إعادة الاستقرار وتفكيك “بنى الإرهاب” دون أن يؤثر هذا العمل على آلية العملية الانتقالية؟
  7. من يقرر مصادر التسليح بالجيش وذلك بغض النظر عن الاتفاقات الدولية الناظمة لهذا الامر؟

بامكانكم الرجوع الى الاجابة رقم (13) للاطلاع